بذلك، وعلى الرغم مما حدث من هنات فى بعض فترات حكمهم، فإن

الحكم النهائى على أية دولة لا يكون إلا على ما خلَّفته، ومما لاشك

فيه أن المماليك قاموا بدور لا يمكن تجاهله أو نسيانه، وخدموا

المسلمين فى كل مكان على الأرض، وأنشئوا حضارة راسخة،

وشجعوا العلم والعلماء والمتعلمين، وكونوا جيشًا قويا، وبنوا

أسطولا عظيمًا، وساعدوا الفقراء والمحتاجين، وشيدوا المدارس

والجوامع والأسبلة والقلاع والمستشفيات والقصور، وعاشوا مع أهل

البلاد فى وئام وسلام، وذابوا فى وحدة العالم الإسلامى، وبنوا له

حضارته، ودافعوا عن أرضه، ورفعوا من شأنه، وأخذوا بيده إلى

القمة فى صدر صفوف دول العالم المتقدمة آنذاك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015