قضائية، وكان يُعيَّن من قِبل الوالى، ويكون مقره عاصمة الولاية:

وانحصرت اختصاصات «الشرطة العليا» فى النظر فى أحوال الطبقة

العليا من القادة والعلماء والعظماء، أما «الشرطة السفلى» فكانت

تختص بإقامة العدل، وتوطيد الأمن بين عامة الناس، ولذلك تحقق

العدل فى عهد الطولونيين.

البريد:

كان لابن طولون صاحب بريد يتخذ له مساعدين يمثلونه فى مختلف

كور «مصر»، وكانت مهمة صاحب البريد الرئيسية أن يدرس من كثب

أحوال الأقاليم، ثم يقدم بها التقارير إلى الوالى؛ ليتعرف كل ما

يحدث فى البلاد.

واتخذ «ابن طولون» كاتبًا للإنشاء والمراسلات، فكانت مهمته تحرير

الكتب التى يرسلها الوالى إلى غيره من الملوك والأمراء، وما يترتب

على ذلك من رسائل يتبادلونها فيما بينهم. وإلى جانب وظيفة كاتب

الإنشاء كانت توجد وظيفة كاتب السر - بمثابة السكرتير الخاص -

ومهمته تدوين كل ما يجرى فى حضرة الأمير فى محضر الجلسة،

سواء كان الحضور من الوفود أو من كبار العلماء، أو من أصحاب

الظلامات الذين حظوا بعرضها على الأمير؛ فكانت هذه الوظيفة تتطلَّب

السرعة مع الدقة التامة، والهمة والنشاط واليقظة.

الحاجب:

أنشىء نظام الحجابة على عهد البلاط الطولونى - وهى وظيفة مهمة

تشبه وظيفة كبير الأمناء الآن- وكان الكثيرون يحملون هذا اللقب فى

بلاط «ابن طولون»، ولم يتولَّ أحدهم منصب كبير الحجاب إلا فى عهد

«هارون ابن خمارويه»؛ حيث تولى هذه المكانة «نسيم الخادم» فى

عهد «أحمد بن طولون»، وإن لم يُلقَّب به رسميا، واعتمد عليه «ابن

طولون» فى مهامه مع البلاط العباسى، فكان «نسيم الخادم» يقوم

بها على خير وجه.

مصر والشام بعد الدولة الطولونية:

عادت «مصر» والشام ولايتين تابعتين للخلافة العباسية بعد انتهاء

الدولة الطولونية، وظلتا كذلك إحدى وثلاثين سنة، حتى قامت دولة

الإخشيديين، فاستقلت بهما من جديد، وتولَّى «مصر» خلال هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015