من الهنود، وأخذوا عنهم الترقيم المعروف لدينا اليوم [1 - 2 - 3 ... ].
وازدهرت علوم الطب والرياضيات فى بلاد «الهند»، فلما قويت الصلة
بين العباسيين والهنود، جلب العباسيون الأطباء الهنود لعلاجهم،
فكان الطبيب الهندى يعالج الخلفاء وكبار رجال الدولة، وكان الناس
يقبلون على هؤلاء الأطباء من كل مكان طلبًا للتداوى.
استفاد المسلمون من آداب «الهند»، وترجموا كتاب «ألف ليلة وليلة»
وغيره من الكتب إلى الفارسية ومنها إلى العربية، فانتقلت بعض
العلوم الهندية إلى الدولة الإسلامية، وأثرت فى الفكر الإسلامى
والثقافة الإسلامية، ومنح الخليفة «هارون الرشيد» الشاعر «أبان
عبد الحميد اللاحقى» جائزة قدرها مائة ألف درهم على نظمه قصة
«كليلة ودمنة». وقد نشأ «يحيى بن خالد البرمكى» وزير «الرشيد»
فى «كشمير»، وتعلم بها، ودرس علوم النجوم والطب والحكمة، وهو
الذى جلب من «الهند» إلى «بغداد» كبار العلماء والأطباء أمثال:
«بهلة»، و «سنكه»، و «باذيكر»، و «قلبرقل»، و «سندباد». واستعان
«يحيى بن خالد البرمكى» و «جعفر بن يحيى البرمكى»، و «إسحاق
بن سليمان» بالهنود فى مجال الطب، وفى حركة الترجمة، فتُرجم
كتاب «سيرك» فى الطب إلى الفارسية، ثم نقله «عبدالله بن على»
إلى العربية، وترجم «منكه» كتاب «سرد»، كما ترجم كتاب «أسماء
عقاقير الهند»، ونقل «ابن دهن» كتاب «مختصر الهند فى العقاقير»
إلى العربية، كما نقل كتاب «استنكر الجامع».
الديانات والمعتقدات فى سلطنة دهلى:
تعددت ديانات «الهند»، فضمت «الهندوسية» و «البرهمية»
و «البوذية» إلى جانب الإسلام. أما «الهندوسية» فقد وفدت على
«الهند» عن طريق الآريين فى سنة (1500 ق. م)، ثم دخلتها وطوَّرتها
عقائد إيرانية، فباتت ديانة توحيد وتعدد فى الوقت نفسه، وتظهر
فىها عبادة البقر والأجداد وقوى الطبيعة، وتقوم معتقداتها
الأساسية على تناسخ الأرواح والنظام الطبقى، ووحدة الوجود،