ضخمة، تضم أعدادًا كبيرة من الكتب، فلما فتح العرب ثم الغزنويون
بلاد «الهند»، وانتشر الإسلام بها؛ ازدادت الرغبة فى دراسة علوم
المسلمين والعرب وحضارتهم، وأقبل الهنود المسلمون على قراءة
الكتب الإسلامية، وأهملوا الكتب الهندوسية والبوذية، فحل الكتاب
الإسلامى محل الكتاب الهندى فى سلطنة دهلى.
كان الهنود يتناقلون آدابهم شفاهًا، وأدى ذلك إلى ضياع معظمها،
كما أدت الحروب الكثيرة التى شهدتها بلاد «الهند» إلى ضياع الكثير
من كتبها، فلما دخل المسلمون «الهند» طوروا الفكر والثقافة بها،
وجلبوا إليها الورق من «الصين» عن طريق «آسيا الوسطى»، فلم تعد
هناك صعوبة أمام المؤلفين والكُتاب فى تصنيف كتبهم، وساهم ذلك
مساهمة فعالة فى نمو العلوم والثقافة بالهند.
امتزج التراث الفارسى بالثقافة العربية بعد أن فتح العرب بلاد
فارس، واتخذت الثقافة الفارسية ثوبًا إسلاميا، فتأثرت بذلك بلاد
«الهند»، وامتزجت الثقافة الفارسية بالثقافة الهندية، فنتج عن ذلك
«اللغة الأوردية» التى ترمز إلى التوفيق بين أنواع الحضارات
الإسلامية والفارسية والهندية، ولعل أبرز ما يميز الثقافة الهندية أنها
درست وفهمت طبع الإنسان وعلاقاته مع غيره من موجودات الكون،
ومع الكون نفسه حق الفهم، وقامت هذه الثقافة على حب العطاء،
وقد قال حكماء «الهند» موعظة جاء فيها: «قم بواجبك ولا تنتظر
ثوابًا أو صلة، لأن القيام بالواجب هو خير ما تتقرب به إلى الله؛ لأن
الرجال الأخيار العظماء لا تهمهم حقوقهم، بل واجباتهم».
لقد تطلَّع العرب منذ اتصالهم بالهند عن طريق الفتح والتجارة إلى
الاستفادة من علوم «الهند» وآدابها، ولكن ذلك لم يتم إلا فى العصر
العباسى، حين تطلع كبار رجال الدولة العباسية إلى تقوية الصلة
بحضارات الأعاجم، وبدءوا بترجمة أهم الكتب الهندية إلى الفارسية
ومنها إلى العربية، ثم أخذ العرب علم الحساب وعلوم الرياضيات عامة