رجال العلم والفقه والأدب ما اجتمع على باب «علاء الدين»، فازدهرت
الحياة الثقافية فى عهده، وتميزت بإنتاج أدبى غزير ومتنوع. وكان
«أميرخسرو» - بلا جدال - أعظم شعراء عصره، وتعددت مواهبه،
وبلغت شهرته الآفاق، فحظى بتقدير الناس ممن عاصروه.
نبغ عدد من المؤرخين فى العهد «الخلجى»، منهم «أمير أرسلان
كولاهى»، و «كبير الدين بن تاج الدين العراقى»، كما كان «أمير
خسرو»، و «ضياء الدين بارانى» من مؤرخى ذلك العصر، وقد عاصرا
«السلطان علاء الدين»، ولهما مصنفات أدبية وتاريخية يشار إليها
بالبنان، وقد وضع «بارانى» عدة مؤلفات مهمة منها: «تاريخ فيروز
شاهى»، وكتاب «السنة المحمدية»، وكتاب «نعم الله وآياته»،
وكتاب «مآثر السادة»، و «تاريخ البرامكة»، وله كتاب عن «الأحكام
السلطانية»؛ يشمل القيم والمبادئ والقوانين والسياسات والنظم التى
يجب على الحكومة الإسلامية اتباعها، ويرجعها كلها إلى الشريعة
الإسلامية.
ويُلاحظ أن الأدب الدينى قد ازدهر فى هذا العصر، وكتب علماء الدين
عن أساتذتهم، وترجموا لهم، وأبرزوا فضلهم، وتحدثوا عن تراثهم،
فعكست هذه الترجمات مظاهر الحياة الاجتماعية، والاتجاهات
الثقافية فى هذا العصر، فضلا عن أنها مصدر غنى للمعلومات عن
هذه الفترة التاريخية.
وفى القرن الرابع عشر الميلادى اشتملت مؤلفات الكُتَّاب الهنود على
أعمال نثرية وشعرية باللغة السنسكريتية؛ تضمنت الفولكلور وقصص
الأبطال، والروايات الأسطورية للممالك والولايات الهندية، ومما لاشك
فيه أن قيام الدولة الإسلامية فى «الهند» و «البنغال» قد أثر تأثيرًا
ملحوظًا فى تطور الأدب السنسكريتى والبنغالى، حيث فضل الحكام
والسلاطين اللغتين العربية والفارسية، ثم فقدت اللغة السنسكريتية
أهميتها، واستعاضت عنها «بلاد الهند» باللغات المحلية التى عبرت
بها شعوبها عن آدابها وثقافاتها.
ظلت الحياة الثقافية فى «الهند» مزدهرة فى عهد «بنى تغلق»،