التبعية، بهدف الاستفادة من المماليك فى حماية دولتهم ومساعدتها

ضد أعدائها، خاصة الجوبانيين والتيموريين، وقد ساعد السلطان

المملوكى «برقوق» السلطان الجلائرى «أحمد بن أويس» فى

استعادة «بغداد» من أيدى التيموريين.

كانت علاقة الجلائريين الخارجية «بقراقيونلو» علاقة صداقة - فى

بداية الأمر- ثم ما لبثت أن تحولت إلى عداوة وشقاق، واستولت هذه

القبيلة على أملاك «الدولة الجلائرية» فى «أذربيجان» ثم أقامت بها

دولتها المستقلة.

مظاهر الحضارة فى الدولة الجلائرية:

تمتعت «الدولة الجلائرية» باستقلالها فى عهد «الشيخ حسن

الجلائرى» الذى أدت سياسة حكمه إلى انتعاش اقتصاد البلاد، وبناء

حضارة زاهرة، وتشييد المدارس والمكتبات وأماكن العلاج، فتردد

طلاب العلم على «بغداد» من كل مكان؛ طلبًا للعلم والمعرفة، فأعاد

لبغداد عهدها القديم المشرق، واعتمد على العرب والترك فى الجيش،

فقل تأثير الفرس على المجتمع العراقى، وبات «آل فضل» العرب

ذوى مكانة خاصة فى هذه الدولة، ولكن ذلك لم يدم طويلا؛ إذ تولى

«الشيخ أويس بن حسن» عرش «الدولة الجلائرية» واعتمد فيها على

العنصر الفارسى، وأساء إلى العرب، فتقلص نفوذ العرب ونشاطهم

فى الدولة، وازداد الأمر سوءًا حينما اتخذ «الشيخ أويس» «تبريز»

عاصمة لبلاده بدلا من «بغداد»، وجعل اللغة الفارسية لغة بلاده

الرسمية؛ فازداد نفوذ الفرس، واشتعلت الثورات فى «العراق»، وطمع

المظفريون فى فارس، فأحدقت الأخطار بالدولة الجلائرية من كل

جانب فغزاها التيموريون، فأفقدها ذلك القدرة على مواصلة الإصلاح

الاقتصادى، وأهملت المنشآت الخاصة بالزراعة والرى، وأصبح شغل

الحكام الجلائريين الشاغل هو الحفاظ على وجودهم فى الحكم،

ونشبت بينهم الصراعات الكثيرة التى أطاحت بهم جميعًا فى النهاية.

كما ساعدت الفيضانات والأوبئة التى تعرضت لها هذه الدولة على

انهيار اقتصادها، وتدهور الأحوال فيها، واضطر الحكام إلى فرض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015