هزيمة ساحقة بالجيش المغولى، وسمع الناس بذلك ففرحوا فرحًا
شديدًا، وثار أهالى «هراة» فى وجه رئيس الحامية المغولى وقتلوه
هو وجنوده، فبعث «جنكيز» بابنه «تولوى» إلى هذه المدينة،
فدمرها وقتل جميع سكانها، وخرج «جنكيز» بنفسه على رأس جيش
كبير لملاقاة «جلال الدين»، فى الوقت الذى حدث فيه خلاف بين
اثنين من قادة «جلال الدين» على توزيع الغنائم، وانسحب أحدهما
بجنوده تاركًا «جلال الدين» فى هذه الظروف الحرجة، فاضطر إلى
الانسحاب بجنوده صوب بلاد «الهند» - حين سمع بقدوم المغول- ولكن
«جنكيز» أدركه، ودارت بينهما معركة حامية؛ أبلى فيها «جلال
الدين» بلاءً حسنًا، ولكن جيش «جنكيز» كان أقوى عدة وأكثر عددًا
فأدرك «جلال الدين» أنه لا فائدة من القتال، وانطلق صوب «نهر
السند» وعبره بجنوده، فلم يصل منهم إلى الجانب الآخر من النهر إلا
أربعة آلاف فارس، وبقى «جلال الدين» فى بلاد «الهند» بضع سنوات
(618 - 622 هـ)، ثم عاد بعدها إلى إيران.
وفاة جنكيزخان وتقسيم الإمبراطورية المغولية:
بعد أن سيطر «جنكيزخان» على كل المنطقة الشرقية من العالم
الإسلامى، وعين عليها ولاة من قِبَله؛ عاد إلى بلاده، ثم تُوفى فى
سنة (624هـ)، فعقد المغول مجلسًا عاما للمشاورة فيمن يخلفه على
العرش، واتفقوا على أن يتولى العرش «تولوى» أصغر أبنائه، ثم
قسمت - بعد ذلك - الأراضى التى سيطر عليها المغول بين أبناء
«جنكيز» الأربعة:
جوجى: واختص بالجزء الواقع «جنوب روسيا» الحالية، ويبدأ من
جنوب «بحر قزوين» فى الغرب حتى سواحل «نهر آرتش» فى
الشرق، وكان اسم هذه البلاد «القبجاق»، وعرف أبناء «جوجى»
باسم «القبيلة الذهبية» نسبة إلى المخيمات التى اتخذوها لأنفسهم
بلون الذهب.
جغتاى: واختص بالقسم الذى يضم بلاد «الأويغور» ومنطقة بلاد ما
وراء النهر.
أوكتاى: واختص بجزء صغير فى غربى منغوليا.
تولوى: واختص بالمنطقة الأصلية التى عاش فيها المغول.