يستطيع بسهولة أن يجمع جيشًا كبيرًا من الجنود الذين فروا أمام
«جنكيزخان»، وأن بوسعه أن يلحق الهزيمة بخوارزمشاه. وكان
«كورخان» فى حاجة إلى من يساعده، فوافق على عرض
«كوجلك»، وأطلق سراحه، وأمَّنه، وسمح له بالخروج لجمع الجنود
وتكوين الجيش، فما كان من «كوجلك» إلا أن اتصل بمحمد
خوارزمشاه واتفق معه على أن يجمع جيوشه ويهاجم القراخطائيين
جهة الشرق، فى الوقت الذى يهاجمهم فيه الخوارزميون من الجهة
الغربية، مقابل اقتسامها، فوافقه «محمد»، وتم تنفيذ هذا المخطط،
وتمكن «كوجلك» من قتل «كورخان»، ثم تزوج ابنته بعد أن ارتد عن
دينه إلى البوذية من أجل هذا الزواج.
اضطهد «كوجلك» المسلمين فى المناطق التى سيطر عليها، وأخذ
يُضيِّق عليهم، ويستولى على أرزاقهم، ويمنعهم من أداء شعائرهم،
ويهدم مساجدهم، ويمنعهم من رفع الأذان، ويحاول إرغامهم على
ترك الدين الإسلامى واعتناق البوذية، فضج المسلمون من ذلك وطلبوا
العون من «جنكيزخان»، فأرسل إليهم جيشًا بقيادة أحد قادته الكبار
للتخلص من «كوجلك»، وتمكن هذا الجيش ببراعة عسكرية فائقة من
القضاء على جيش «كوجلك» فى وقت قصير جدا، وفر «كوجلك» من
أمام القائد المغولى، ولكن المغول تتبعوا خطواته حتى أدركوه،
وقضوا عليه فى سنة (615هـ).
دهش «محمد خوارزمشاه» من الطريقة التى تمكن بها القائد المغولى
من السيطرة على «الدولة القراخطائية»، فى حين أنه كان يخشى
بأس «كوجلك» ويهابه، لدرجة أنه أمر سكان القرى الحدودية بينه
وبين دولة «كوجلك» بهجرها حين دب خلاف بينهما، خشية أن
يهاجمه «كوجلك»، فشعر بالقلق وسيطر عليه الخوف، خاصة أن
بلاده أصبحت مجاورة لأملاك «جنكيزخان» بعد أن ساعد هو نفسه
فى زوال «الدولة القراخطائية» التى كانت بمثابة حائط الصد المنيع
لبلاده ضد غارات المغول البربر.
الخوارزميون والمغول:
حدث صدام بين السلطان «محمد خوارزمشاه» وفيلق من المغول فى