استطاع «جنكيزخان» أن يوحد شتات هذه القبائل فى دولة واحدة
تخضع لدستور واحد، واستغل قُوى هذه الأقوام والقبائل فى تكوين
جيش قوى استطاع به - بعد ذلك- أن يطيح بالدول المجاورة له،
الواحدة تلو الأخرى.
ثانيًا: سيطرة «جنكيزخان» على الدول المجاورة:
1 - الدولة الأويغورية وانضمامها إلى امبراطورية جنكيزخان:
دخل «الأويغور» فى طاعة ملك «الخطا»، الذى أرسل إليهم قوات من
عنده لكنها أساءت معاملة الأهالى الأويغوريين، فهاجمتها الأهالى
وقضت عليها، فأرسل إليهم «ملك الخطا» قوة كبيرة تمكنت من
إخضاع «الأويغور» لسطوتها، ونكلت بهم أشد أنواع التنكيل، فبعث
«الأويغور» إلى «جنكيزخان» يطلبون منه المساعدة، فى الوقت
الذى ثاروا فيه على جنود «الخطا»، وتمكنوا منهم وقتلوا رئيسهم،
ثم دخلوا بعد ذلك تحت حماية «جنكيزخان» فى سنة (606هـ)، ونتيجة
لذلك فقد شاع «الخط الأويغورى» بين أتباع «جنكيزخان»، وأصبحوا
يدَوِّنون به سجلاتهم وكتاباتهم.
2 - سيطرة جنكيز على أقاليم الصين الشمالية:
لاحظ «جنكيزخان» أن ملوك «الصين» الشمالية يحاولون الوقيعة بين
القبائل المغولية الخاضعة لسيطرته، ويعملون على تأليب أفراد هذه
القبائل عليه وعلى قبيلته، فخرج إليهم على رأس جيش كبير، وأخذ
معه كل أبنائه فى قيادة هذا الجيش، ودخل فى حروب متواصلة،
بدأت فى عام (608هـ)، وانتهت فى عام (612هـ)، حين سيطر
«جنكيز» على العاصمة «بكين»، واستولى على كنوز «الصين»
ونفائسها، فارتقت حياة المغول، وصاروا يصنعون خيامهم من
الحرير، ويرصعون سيوفهم بالجواهر.
وقد انتفع المغول من خبرات «الصين» العسكرية؛ إذ تمكن الصينيون
من اختراع البارود، وتطوير آلات الحرب القديمة وعدتها، مثل
«المجانيق» و «العَرَّاوات» وغيرها، مما مكنهم من فتح أحصن القلاع
وأمنعها، وأصعب المناطق العسكرية، كما استفادوا من استيلائهم
على «بكين» الأثر النفسى الذى تكوَّن لدى الناس من المفاجأة التى