نصيب من الحياة الحضرية، إذ لم تكن لهم مدن يعيشون فيها، وإنما
كانوا دائمى الترحال من مكان إلى آخر، وقد أقاموا خيامهم على
عربات ذات عجل؛ كى يسهل نقلها معهم فى ترحالهم.
والواقع أن بيئة هذه المناطق فرضت على المغول أن يعيشوا فى
نزاع وصراع من أجل البقاء، فضلا عن أنهم كانوا لا يؤمنون بدين ولا
شريعة، ولا يعرفون حلالا أو حرامًا، ولا منطق بينهم إلا للقوة،
ولاحكم إلا للسيف، ولذلك كانوا يشكلون ضغطًا متواصلا على الدول
المتحضرة التى تعيش إلى جوارهم، وينتهزون الفرصة للإغارة عليها.
فكان لابد لهذه الحالة من الفوضى السياسية والاجتماعية - التى
كانت تعيشها هذه القبائل المغولية - أن تتمخض - فى النهاية - عن
وجود شخصية قوية توحد شتاتها، وتكوِّن منها دولة فتية موحَّدة،
فظهر شاب مغولى اسمه «تموجين» هو نفسه «جنكيزخان»، ونجح
بعد كفاح طويل فى تأسيس وبناء امبراطورية المغول الفسيحة،
فامتدت حدودها بين «الصين» شرقًا، و «بحر الإدرياتيك» غربًا.