سنة 539هـ = ديسمبر سنة 1144م).
وقد أعد «عماد الدين زنكى» أبناءه الثلاثة «نور الدين محمود»،
و «سيف الدين غازى»، «وقطب الدين مودود» لمواصلة الجهاد المقدس
ضد الصليبيين.
فاستطاع «نور الدين محمود» الذى خلف أباه على حكم «سوريا»
سنة (541هـ = 1146م) أن يؤمن فتوحات والده فى «الرها»، وأن
ينزل هزيمة ساحقة بحاكم «الرها» الصليبى «جوسلين»، وتمكن من
أسره سنة (546هـ = 1151م) كما حقق فتوحات عظيمة فى إمارة
«أنطاكية» وقتل أميرها «ريموند» فى (ربيع الأول سنة544 هـ =
يوليو سنة 1149م).
ويرجع إلى «نور الدين محمود» الفضل فى استمرار حركة الجهاد
الإسلامى ضد الصليبيين ووصولها إلى ذروتها على يد السلطان
«صلاح الدين الأيوبى» الذى تربى فى خدمة «نور الدين محمود»،
وتشرَّب على يديه حب الجهاد دفاعًا عن الإسلام، واستطاع أن يفتح
«مصر» فى حياة «نور الدين» لتنضم إلى «الشام» وتتم عملية تطويق
الصليبيين.
وعقب وفاة «نور الدين محمود» فى (شوال سنة 569هـ = إبريل
سنة1174م) أصبح «صلاح الدين الأيوبى» سلطان «مصر» و «الشام»،
واستطاع أن يحقق أروع انتصار فى تاريخ الجهاد الإسلامى ضد
الصليبيين فى معركة «حِطِّين» سنة (583هـ = 1187م)؛ حيث استرد
المسلمون «بيت المقدس».
ثالثًا: الباطنية والسلاجقة:
«الباطنية» فرقة تجعل الباطن أساسًا لفهم أمور الدين ولا تعتمد على
الظاهر، وتلجأ إلى تأويل النصوص وتضم هذه الفرقة «القرامطة»،
و «الخُرَّمية»، و «الإسماعيلية»، و «الحشاشين».
وقد ظهرت «حركة الباطنية» فى العصر السلجوقى بصورة أقلقت
سلاطين «السلاجقة»، واستنفذت الكثير من جهودهم، فقد استطاع
زعيمهم «الحسن بن الصباح» الاستيلاء على عدة قلاع حصينة فى
«فارس»، أشهرها قلعة «أَلَموت» بنواحى «قزوين»، التى ظلت
معقل «الحركة الباطنية» لما يقرب من قرنين من الزمان.
وقد حاول «نظام الملك» أن يضع حدا لنفوذ «الباطنية» وأمر