كتاب لأحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبى بكر بن خلِّكان، الذى
وُلِد بإربل سنة (608هـ)، وتلقى تعليمه بها، ثم رحل إلى الموصل
وحلب ومصر ودمشق. وتُوفِّى بدمشق سنة (681هـ). وقد ألَّف
ابن خلكان كتاب وفيات الأعيان عندما كان بالقاهرة سنة
(654م). وقد جمع فيه تراجم جماعة من الفضلاء من الملوك
والأمراء والوزراء والشعراء والكتَّاب والعلماء والمؤلفين والأطباء
والفلاسفة، وكل من فيه ذكاء من الرجال والنساء من المسلمين.
وعلى الرغم من هذا فلم يترجم ابن خلكان لكثير من الصحابة أو
الخلفاء مكتفيًا بالمؤلفات التى ترجمت لهم أو ذكرتهم. ورتب
الكتاب وفق الترتيب الألفبائى، ومع مراعاة الاسمين الأول
والثانى فقط، ولم يراعِ اسم الأب إذا اتفقت أسماء المترجم لهم،
وكذلك لم يهتم بالكنى والألقاب، واعتبر اسم العَلَم هو الأساس،
ولم يهتم بوظائف من يترجم لهم فى الترتيب ولا بترتيب الأيام
والسنين. وذكر اسم الشخص واسم أبيه وجده، ونسبه ومولِده إن
وجد، وتاريخ وفاته وما إذا كان هناك اختلاف فيه، والمعالم
البارزة فى حياة من ترجم لهم وثقافاتهم وأساتذتهم وتلاميذهم
وأخلاقهم، وأحداث حياتهم، وأوصافهم الخلقية والخلقية،
ونماذج من أعمالهم ومؤلفاتهم، وكذلك ترجم لعدد قليل من
النساء. واعتمد ابن خلكان على ما جمعه من أشخاص وثق
بصدقهم كالأئمة المتقنين هذا الفن، ولم يكن يتساهل فى النقل
عمن لا يثق بهم، بل كان يتحرى ويدقق فيه. وكذلك كان يذكر
أسماء الكتب التى يعتمد عليها فى ترجمته، وأسماء مؤلفيها،
ويصحح ما وقعوا فيه من أخطاء. وترجع قيمة وفيات الأعيان
إلى أنه يُعدُّ مرجعًا أساسيًّا لدارسى العلوم والآداب والتاريخ
واللغة والاجتماع؛ ولهذا فقد كان هذا الكتاب أساسًا للعديد من
الكتب التى نقلت أو ذيلت عليه أو اختصرته.