هو كتاب ألَّفه أحمد بن يحيى بن جابر البلاذُرِىّ الجغرافى
النسابة، وأحد كبار المؤرخين فى القرن (3 هـ = 9 م)، وكان من
رجال البلاط العباسى منذ عهد الخليفة المتوكل حتى عهد المعتز
ومن مصنفات البلاذرى: فتوح البلدان، والبلدان الكبير، وعهد
أردشير. وتُوفِّى سنة (279 هـ = 892 م). ويتناول الكتاب تاريخ
أشراف العرب فى الجاهلية والإسلام حتى عصر المؤلف، ويقع
فى اثنى عشر مجلدًا، لا يزال معظمها مخطوطًا. وقد بدأ
البلاذُرِىّ كتابه بذكر نسب نوح- عليه السلام - ثم تكلم عن العرب
ونزل إلى عدنان، وظل ينزل إلى أجداد النبى - صلى الله عليه وسلم - واحدًا بعد واحد،
حتى وصل إلى مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد استغرقت سيرته ما يزيد
على مائتى صفحة، ثم تكلم عن اجتماع السقيفة، وبدأ يصعد
فى نسب الرسول - صلى الله عليه وسلم - مرة أخرى، فتناول أبناء الجد الأول عبد
المطلب واحدًا واحدًا، فبنيهم وبنى أبنائهم ومن نزل، ثم أبناء
الجد الثانى هاشم بن عبد المطلب، ثم عبد شمس بن مناف، وظل
متتبعًا عمود النسب حتى وصل إلى ثقيف وترجم لبعض رجالها.
وقد انتهج المؤلف فى كتابه أسلوب ذكر الخبر برواياته المختلفة
مع الالتزام بذكر الأسانيد. ويُعدُّ الكتاب كتاب تاريخ بالنظر إلى
عمود الأنساب لا التسلسل التاريخى، إذ جعل مؤلفه لكل موضوع
عنوانًا فرعيًّا خاصًّا به، كأنه وحدة مستقلة بذاتها، ومن ثمَّ
فالكتاب ليس مؤلفًا تاريخيًّا متصل الحلقات، يسوق الأحداث وفق
تتابعها الزمنى، وإنما يتتبع تسلسل الحكام. إنه مجموعة روايات
فى إطار الأنساب، توسعت حتى احتوت على الأخبار والأشعار
والتراجم.