*الأغانى

كتاب ألفه أبو الفرج على بن محمد بن أحمد بن الهيثم، المعروف

بأبى الفرج الأصفهانى، أحد أعلام الأدب العربى فى القرن (4

هـ). وُلِد بأصفهان سنة (284 هـ = 897 م) لأب ينتهى نسبه إلى

مروان بن محمد آخر خلفاء بنى أمية، ثم انتقل إلى بغداد حيث

تلقى العلم عن كبار علمائها. ومن مصنفاته: القيان ومقاتل

الطالبيين والإماء الشواعر، وتوفَّى سنة (357 هـ = 967 م).

والموضوع الرئيسى لكتاب الأغانى هو: الأغانى فى بعض

مجالس الخلفاء، وقد جمعها أبو الفرج، ونسب كل شعر إلى

قائله، وذكر صاحب لحنه، واسم من غناه، ثم ترجم للشاعر،

وعرض نماذج من شعره. وقد بلغ عدد الذين ترجم لهم من

الشعراء أربعمائة وستة وعشرين شاعرًا من العصور: الجاهلى

وصدر الإسلام والأموى والعباسى، دون التزام ترتيب زمنى.

والمنهج الذى اتبعه أبو الفرج هو الابتداء بذكر الصوت الذى

اختاره، والشعر المتعلق به، ثم الاستطراد إلى ذكر أشعار

أخرى قيلت فى المعنى نفسه، ثم التحدث عن المناسبة التى

قيلت فيها، وقد يتعرض أبو الفرج لذكرالأنساب وأخبار القبائل،

وما قد يكون من فتن طائفية أو مذهبية، وما يشاكل هذا من

أخبار وسير وأشعار ورسائل وخطب وقصص. واهتم بالسند

وعدَّه الأساس فى ذكر أية رواية أدبية، وارتضى لنفسه بعض

المعايير التى تعينه على تحقيق نسبة النص إلى صاحبه. ويعُّد

كتاب الأغانى المرجع الأساسى لتاريخ الغناء والمغنين فى

القرون الثلاثة الأولى. ولكن يُؤخذ على أبى الفرج أنه ركز فى

كتابه على تصوير الحياة اللاهية العابثة فى المجتمع البغدادى

فى عصره، وأغفل الجانب الجادَّ الإيجابى، وأنه جعل الهدف

من كتابه الإمتاع لا التأريخ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015