هى الدعوة التى نادى بها جمال الدين الأفغانى المتوفَّى سنة
(1897م)، من خلال صحيفته العروة الوثقى التى صدرت سنة (
1884م) وتبنى السلطان عبد الحميد المتوفى سنة (1918م) هذه
الفكرة الرامية إلى وحدة المسلمين وتجمعهم حول الدولة
العثمانية؛ لتخليص العالم الإسلامى من السيطرة السياسية
والعسكرية الاستعمارية الأوربية، والنهوض بالمسلمين من
جمودهم الفكرى والحضارى. وترتكز دعوة الأفغانى إلى
الجامعة الإسلامية على دعامتين هما: الحج، والخلافة، وضرورة
التمسك بهما كنظام دينى وسياسى؛ لذلك نشر الأفغانى دعوته
من خلال الصحافة ورحلاته إلى البلاد الإسلامية، وتبنى السلطان
العثمانى عبد الحميد الثانى هذه الفكرة من خلال دعم الخلافة
وتقويتها وإنشاء خط حديد الحجاز. ولاقت هذه الدعوة تأييدًا
كبيرًا فى مصر والشام والهند والشمال الإفريقى، ورغم ذلك
عارضها البعض وبخاصة المسيحيون. وقد حققت الجامعة
الإسلامية نجاحًا تمثل فى مساندة المسلمين للدولة العثمانية
أثناء حربها ضد إيطاليا سنة (1911م)، ورغم هذا النجاح فقد
تعثرت بسبب التخلف والجمود الفكرى فى ديار المسلمين، وقيام
الحركة الطورانية التى تمجد العنصر التركى، بالإضافة إلى عزل
السلطان عبد الحميد سنة (1908م).