جامع السليمانية، ويعد من أجمل آثار الفن المعمارى العثمانى،
وشيده السلطان «سليمان»، وصممه المهندس المعمارى «سنان
باشا»، على أعلى قمة جبلية فى «الأستانة». إلى جانب العديد
من الجوامع العظيمة التى تزيد على الخمسمائة جامع، بخلاف
المدافن والتكايا (الزوايا). أما القصور فأهمها قصر «سراى
طوب قابو» التى تمتاز بفخامتها وامتدادها الواسع، ومبانيها،
وحدائقها، وساحاتها الواسعة، و «سراى دولمة بهجة» على
«البسفور» وتمتاز ببهوها الكبير، وكانت مسكنًا للسلطان
«محمد رشاد». وسراى «جراغان» وسراى «يلدز» وسراى «بكر
بك» التى توفى بها السلطان «عبد الحميد الثانى» بعد خلعه.
وأشهر المهندسين المعماريين فى الدولة العثمانية هو «سنان
باشا»، الذى كان نصرانيا ثم أسلم وعمره (23) عامًا، واشترك
فى الحملات العثمانية والفتوحات فى المشرق والمغرب، واطَّلع
على كثير من الطرز والأعمال المعمارية التى جذبت انتباهه فى
«تبريز» و «حلب» و «بغداد» ودول «أوربا». وعندما عاد إلى
«إستانبول» تولى منصب كبير معمارى الخاصة السلطانية،
وأصبح المسئول عن إقامة الأعمال المعمارية من قصور وجوامع
ومدارس ومطاعم وحمامات وأضرحة، وبلغت أعماله المعمارية
نحو (441) عملا موزعة فى مختلف أرجاء الدولة العثمانية، منها
«جامع صقوللو محمد باشا»، و «جامع رستم باشا»، و «جامع
شهر زاده»، و «جامع السليمانية»، و «جامع محمد باشا
البوسنوى»، إلى جانب العديد من الأعمال فى البلدان العربية،
وتشهد أعماله بالأصالة ويسودها المعرفة العميقة والتكنيك
الهندسى، وفهمه الكبير للفن، ورقة ذوقه، وقد مكنه كل ذلك
من إضافة أشكال جديدة للفن المعمارى. وتوفى «سنان باشا»
سنة (966هـ= 1558م) وعمره يقارب المائة عام، بعدما عاصر
خمسة من سلاطين العثمانيين. فن الرسم العثمانى: لم يظهر هذا
الفن إلا فى عهد السلطان «محمد الفاتح» الذى دعا فنانين
إيطاليين مشهورين إلى القصر السلطانى، وأوكل إليهم إنجاز