البيت العلوى واستغلال ذلك للقضاء عليهم، كما حدث مع «موسى
الكاظم»؛ حيث أمر «الرشيد» بحبسِه حتى أدركه الموت.
موقفه من الخوارج:
واصل الخوارج نشاطهم العسكرى ضد الخلافة العباسية فى عهد
«الرشيد»، فقام «الوليد بن طريف الخارجى» بحركة تمرد وعصيان
فى «العراق» واستولى على أماكن عديدة، إلا أن «الرشيد» أرسل
إليه جيشًا بقيادة «يزيد الشيبانى» استطاع القضاء على هذه الحركة
وقتل قائدها فى (رمضان سنة 179هـ= نوفمبر سنة 795م).
موقفه من البرامكة:
تمتع البرامكة فى بداية عهد «الرشيد» بالسلطة والجاه والنفوذ،
وتقلدوا مناصب الدولة المهمة، حتى إذا جاء شهر (صفر سنة 187هـ=
يناير سنة 803م) أمر «الرشيد» بسجنهم، ومصادرة أموالهم
وممتلكاتهم، فيما عرف فى التاريخ بنكبة البرامكة.
وقد تضافرت عدة عوامل كانت سببًا فيما فعله «الرشيد» بالبرامكة،
منها:
1 - اتهامهم بالزندقة والخروج عن الإسلام باعتبارهم من أصل
مجوسى.
2 - محاولتهم إبعاد العرب عن المناصب المهمة وتقديمهم الفرس
لشغلها.
3 - استبدادهم بالأمور وإظهارهم ما لا تحتمله نفوس الملوك.
4 - قيام الحاسدين والحاقدين بتضخيم أخطاء «البرامكة».
5 - أن «الرشيد» كلف «جعفر بن يحيى البرمكى» بقتل رجل من آل
«أبى طالب» فلم يفعل.
المجتمع فى عهد الرشيد:
ازدهر المجتمع فى عهد «الرشيد» اقتصاديا وثقافيا وعلميا
وعمرانيا.
فقد تدفقت الأموال من كل مكان، واتسعت رقعة الدولة واستقر الأمن
بها وازدهرت التجارة، وأصبحت «بغداد» قبلة للطامحين فى الثراء
والترف، كما قصدها النوابغ والعباقرة والصناع المهرة من سائر
الشعوب، وشيدت فيها القصور الرائعة والمساجد الكبيرة، وانتشرت
الحدائق العامة، والأسواق المتخصصة كسوق الذهب والنحاس،
والنسيج وغير ذلك.
وكان «الرشيد» على قدر عالٍ من الثقافة والمعرفة، واجتمع عنده
أقطاب العلم والعمل والسياسة والحرب مثل: «أبى يوسف» تلميذ