«المنصور»، وأعلنوا إيمانهم بفكرة «تناسخ الأرواح» واستطاعوا
دخول مدينة «الهاشمية»، عاصمة الخلافة العباسية آنذاك، وهاجموا
قصر الخلافة فتصدَّى لهم بعض الجنود البواسل، وعلى رأسهم «معن
بن زائدة الشيبانى»، واستطاعوا القضاء على هذه الحركة.
حركة أستاذ سيس سنة (150هـ= 767م):
«أستاذ سيس» رجل فارسى ادَّعى النبوة، وقاد حركة تهدف إلى
تخليص بلاد فارس من قبضة العباسيين، واستطاع بجيوشه الضخمة
بسط نفوذه على مناطق «سجستان» و «هراة» و «كور خراسان»
وغيرها، فحشدت له الخلافة العباسية قوات ضخمة بقيادة «خازم بن
خزيمة التميمى»، استطاعت القضاء على هذه الحركة، وانتهى الأمر
بالقبض على «أستاذ سيس» وإعدامه.
خامسًا: حركات الخوارج:
نظر الخوارج إلى العباسيين على أنهم مغتصبون للخلافة التى ينبغى
أن يتقلدها أجدر المسلمين بها بالانتخاب، بغض النظر عن نسبه، ومن
ثم شهد العصر العباسى الأول عددًا من حركات الخوارج، بغرض
القضاء على الخلافة العباسية، ومنها:
1 - ثورة ملبد بن حرملة الشيبانى سنة (137هـ= 754م) بأرض الجزيرة
(ديار بكر):
وشكلت خطرًا كبيرًا على العباسيين، إلا أن قائدهم «خازم بن
خزيمة» استطاع القضاء عليها.
2 - ثورة حسان بن مجالد الهمدانى بالموصل سنة (148هـ= 765م):
انتهت بالفشل لتفرق أنصاره عنه.
وفاة المنصور:
تُوفى «المنصور» فى (6 من ذى الحجة سنة 158هـ= 7 من أكتوبر
سنة 775م)، وهو فى طريقه إلى الحج.
وقد أشار «ابن الأثير» فى كتابه «الكامل فى التاريخ» إلى أن
«المنصور» كان يجعل نهاره لتصريف أمور الدولة، فإذا صلَّى العصر
جلس مع أهل بيته، فإذا صلَّى العشاء الآخرة جلس ينظر فيما ورد إليه
من رسائل البلاد، حتى يمضى ثلث الليل الأول فينام، ثم يقوم فى
الثلث الأخير فيتوضأ ويصلى حتى يطلع الفجر، فيصلى بالناس، ثم
يجلس فى ديوانه لتصريف أمور البلاد، وهكذا يقضى وقته.
الخليفة الثالث: محمد المهدى (158 - 169هـ= 775 - 785م):