نصرًا حاسمًا، ويؤكد المؤرخون أن هذه المعركة المعروفة باسم
معركة «شذونة» قد قررت مصير «الأندلس» لصالح المسلمين، لأن
الجيش القوطى دُحر تمامًا، وهبطت روحه المعنوية إلى الحضيض،
ولم يعد قادرًا على المقاومة، فانفتح الطريق أمام البطل الفاتح
«طارق بن زياد»، ليستولى على مدن مهمة، مثل: «قرطبة»،
و «غرناطة»، ووصل إلى «طليطلة» فى وسط البلاد، وكانت
عاصمة البلاد فى ذلك الوقت. أرسل «طارق» إلى «موسى بن
نصير» يبشره بهذه الانتصارات، ويطلب منه مددًا جديدًا، فعبر
إليه بنفسه على رأس قوة كبيرة قوامها ثمانية عشر ألفًا،
ونجح فى فتح عدد من المدن فى غربى البلاد مثل «إشبيلية»
وهو فى طريقه إلى لقاء «طارق» فى «طليطلة». اتفق القائدان
العظيمان على استكمال فتح «الأندلس»، فاتجه كل منهما إلى
ناحية فأخذ «طارق بن زياد» طريقه إلى الشمال الشرقى، فى
حين اتجه «موسى» إلى الشمال الغربى، ونجح الاثنان فى
غضون عامين (93 - 95هـ) فى فتح معظم «شبه الجزيرة
الأيبرية».