حصن فى جنوب العراق، توجه إليه خالد بن الوليد، رضى الله
عنه، بعد فتح الأنبار، وكان عليها من الفرس والعرب وبعض
الأعراب جيش كثيف يقوده مهران بن بهرام جوبين، وكان قائد
العرب المتحالفين مع الفرس عقّة بن أبى عقّة الذى قال لمهران:
إن العرب أعلم بقتال العرب، فدعنا وخالدًا. فقال مهران له:
دونكم وإياهم، وإن احتجتم إالينا أعنَّاكم. وعدَّل خطّته على أن
تكون المواجهة للعرب، فإن غلبوا المسلمين انتهى الأمر، وإن
انتصر المسلمون حمل عليهم مهران، وقد أعياهم التعب، فلما
تواجه الجيشان قال خالد لمجنبتيه: احفظوا مكانكم فإنى حامل،
وأمر حماته أن يكونوا من ورائه وحمل على عقّة وهو ينظم
الصفوف وأسره، وهُزِم جيش عقَة من غير قتال، فأكثروا فيهم
الأسر. وتوجه المسلمون إلى حصن عين التمر، فنزل مهران من
الحصن، وهرب، وعرفت هذه الهزيمة بهزيمة جيش عقّة. ولما
وصل خالد إلى الحصن وجد الفارين من نصارى الأعراب دخلوا
الحصن واحتموا به، فحاصرهم خالد أشد الحصار حتى فتحه.