هم السكان الأصليون لشمال إفريقيا من حدود مصر الغربية إلى
المحيط الأطلنطى، وهم ليسوا سلالة نقية، ولكنهم أخلاط سلالية
وحضارية متعددة على مر التاريخ. ويسكنون الآن مناطق منفصلة
متباعدة فى الصحراء الكبرى من واحة سيوة إلى موريتانيا
وجبال الأطلس فى المغرب والجزائر. ويعود مصطلح البربر فى
الأغلب إلى الأصل اللاتينى بربارى، أى: الشعوب الأجنبية
بالنسبة إلى الرومان، وقد كانت القبائل البربرية تقاوم كل
أجنبى يغزو بلادها، فقاوموا القرطاجنيين والرومان والوندال
والقوط والروم البيزنطيين، كما قاوموا الفتح الإسلامى لبلادهم
مقاومة شديدة كانت سببًا فى إطالة مدته التى استمرت أكثر من
نصف قرن تقريبًا، وأشهر المعارك التى دارت بين المسلمين
والبربر موقعة تهودة سنة (62هـ)، التى استشهد فيها عقبة بن
نافع الفهرى، ومعارك حسان بن النعمان مع كاهنة البربر، التى
انتهت بهزيمتها سنة (83هـ). وشارك البربر - بعد إسلامهم - فى
الفتوح الإسلامية فى الأندلس، ونبغ القائد البربرى طارق بن زياد
فى هذا الفتح، وقام البربر بعدة ثورات ضد العرب فى المغرب
والأندلس، وانضموا إلى صفوف الخارجين على دولة بنى العباس،
وساعدوا على إقامة دول مستقلة، مثل الأدارسة والرستمية،
كذلك ظهرت للبربر كيانات مستقلة، مثل دول: بنىزيرى وبنى
يفرن والحمارية والمرابطين وبنى مرين وبنى وطاس. واشتهر
من البربر عدد من الأعلام، منهم: طارق بن زياد فاتح الأندلس،
ويوسف بن تاشفين مؤسس دولة المرابطين، والمهدى بن تومرت
مؤسس دولة الموحدين. وقد فشل الفرنسيون فى القرن العشرين
فى إذكاء روح الفرقة بين العرب والبربر. وأهم القبائل البربرية:
القبايل وتوات وبربر الريف وشلوح.