عبقريتهم الخلاقة ما شهد به علماء الغرب فى العصر الحديث.
الإدارة والنظم فى العصر الأموى:
أولا: الإدارة:
اتسعت الدولة الإسلامية فى العصر الأموى وامتدت حدودها شرقًا من
(الصين)، إلى (الأندلس) غربًا، ومن بحر (قزوين) شمالا إلى (المحيط
الهندى) جنوبًا، وأصبحت تتكون من الأقسام الإدارية الآتية:
1 - الحجاز: ويشمل (مكة المكرمة) و (المدينة المنورة) و (الطائف)، وكان
الوالى يقيم فى (المدينة).
2 - اليمن: وكانت فى معظم الأحيان ولاية مستقلة، يحكمها والٍ يعين
من قبل الخليفة، وأحيانًا أخرى كانت تضاف إلى والى (الحجاز)،
فيعين عليها واليًا من قبله.
3 - العراق: وتشمل حدودها الإدارية كل ولايات الدولة الفارسية
القديمة، وأقاليم (ما وراء النهر) و (السند)، وكان الأمويون فى أغلب
الأحيان يجعلون (العراق) والشرق الإسلامى كله تحت إدارة والٍ واحد،
يُعيَّن من قبله ولاة على بقية الأقاليم، وقد حدث ذلك فى عهد (معاوية
بن أبى سفيان)؛ حيث عهد إلى (زياد بن أبى سفيان) بولاية (العراق)
والمشرق، وفى عهد (عبد الملك بن مروان) حيث ولَّى (الحجاج بن
يوسف الثقفى) أمر المشرق كله.
4 - الجزيرة: وتشمل ولايات (الموصل) و (أرمينيا)،و (أذربيجان).
5 - الشام: ولم يكن يعين لها والٍ؛ حيث كانت هى مقر الخلافة
الأموية، وكان الخليفة يقوم بهذا الدور.
6 - مصر: وكان يتبعها (شمالىُّ إفريقيا)، ثم أصبحت ولاية مستقلة
تقريبًا، منذ تولاها (موسى بن نصير) (85هـ)، وعاصمتها (القيروان).
7 - الأندلس: وكانت فى بداية الفتح الإسلامى لها تتبع ولاية (شمالى
إفريقيا)، ثم أصبحت ولاية مستقلة منذ خلافة (عمر بن عبدالعزيز).
وكان الخلفاء الأمويون يعينون لكل ولاية من هذه الولايات واليًا من
قبلهم، وهو بدوره يختار مساعديه وأعوانه، وكانوا يحرصون فيمن
يقع عليه اختيارهم للإمارة أن يكون من المعروفين بالحزم وحسن
السياسة والقدرة الإدارية، وأن يكون من الأسرة الأموية نفسها، أو