فى (شرقى البحر المتوسط) وشرقيه وجنوبيه، ثم واصلوا ضغطهم
على مدينة (القسطنطينية)، عاصمة الدولة البيزنطية، وحاصروها أكثر
من مرَّة.
التيارات والأحزاب السياسية والدينية:
شغلت الدولة الأموية فى التاريخ الإسلامى إحدى وتسعين سنة (41 -
132هـ)، وامتدت حدودها من حدود (الصين) شرقًا إلى (الأندلس) غربًا،
ومن بحر (قزوين) شمالا إلى (المحيط الهندى) جنوبًا، وعمل خلفاؤها
فى جد ومثابرة وحسن سياسة على نشر الإسلام فى تلك الرقعة
الكبيرة، ونمت الحضارة الإسلامية ونهضت فى عهدهم.
وهذه الأعمال تشهد للأمويين بدورهم البارز فى التاريخ الإسلامى،
وتخفف كثيرًا من النقد الذى وجه إليهم، ومما يزيد المرء إعجابًا
وتقديرًا لإنجازهم أنهم قاموا بتلك الأعمال الجليلة، وهم يصارعون
أعداء أشداء من تيارات وأحزاب سياسية ودينية، لم يتركوا فرصة
للثورة عليهم إلا انتهزوها.
من تلك الأحزاب من تذرَّع بالدين يحارب به، ويتَّهم (بنى أمية) بالخروج
على الدين وقواعده، وأنهم مغتصبون للسلطة، كالخوارج والشيعة.
وهناك شخصيات أعلنت التمرد والثورة على (بنى أمية) لأهداف
شخصية، ولتحقيق طموحات ذاتية، والوصول إلى الحكم بأى ثمن،
مثل (المختار بن أبى عبيد الثقفى)، و (عبدالرحمن بن محمد بن
الأشعث)، و (يزيد بن المهلب).
الخوارج:
كان الخوارج من أنصار (على بن أبى طالب)، وشهدوا معه معركتى
(الجمل) و (صفين)، ثم انشقوا عليه لما قبل التحكيم بينه وبين
(معاوية)، فسمَوا الخوارج، لخروجهم على إمامهم، ولما بالغوا
وتطرَّفوا فى عدائهم له، وعاثوا فى الأرض فسادًا، اضطر إلى
مقاتلتهم فى معركة (النهروان)، ثم عادوا (بنى أمية) ودخلوا فى
صراع طويل معهم.
وكانوا فى مبدأ أمرهم فرقة واحدة، يدور خلافهم مع بقية الأمة حول
الخلافة ومَن أحق بها، ومجمل أمرهم أن الخلافة حق لمن يصلح لها
من المسلمين، وتتوافر فيه شروطها من العلم والأمانة والشجاعة،