درجوا على تولية أكثر من ولى للعهد، وكان (مروان بن الحكم)
مؤسس الفرع المروانى أول من بدأ هذا التقليد، فقد عهد إلى ابنه
(عبدالملك) ثم (عبدالعزيز) بولاية العهد، وقد تابعه فى هذا كل من
جاء بعده حتى آخر دولتهم، وقد جرَّ هذا الأمر عليهم المتاعب، وأوقد
نار الفتنة والصراع بين أبناء الأسرة الأموية، مما كان له أكبر الأثر
فى تدهور الدولة والإسراع بسقوطها فى نهاية الأمر.
وعلى الرغم من استقرار الخلافة بنظام التوريث فإن الأمويين حافظوا
على نظام البيعة من حيث الشكل فكان الخليفة القائم يعهد من بعده
بولاية الأمر إلى ابنه أو أخيه، ثم تؤخذ البيعة من الناس لمن صدر له
كتاب العهد فى حياة الخليفة القائم، ثم تجدد له بعد وفاته، ومغزى
هذا أنهم كانوا على يقين أن مجرد العهد ليس ملزمًا شرعًا للناس، بل
لابد من البيعة العامة.
الفتوحات الإسلامية فى العصر الأموى:
شهد العصر الأموى أوسع حركات الفتح الإسلامى وأكثرها نشاطًا
فى التاريخ الإسلامى كله بعد فتوحات الخلفاء الراشدين، التى شملت
(العراق) و (بلاد فارس) كلها، و (مصر) والشام، ثم توقفت الفتوحات
الإسلامية، أو كادت تتوقف بسبب الفتن والحروب الأهلية التى حدثت
بين المسلمين.
وقد استأنف المسلمون فتوحاتهم بعد اجتماع شملهم على (معاوية بن
أبى سفيان) وتوحدهم تحت رايته فى عام الجماعة سنة (41هـ)،
وحقق الأمويون أعظم إنجازاتهم على الإطلاق فى ذلك الميدان
العظيم، وامتدت فتوحاتهم إلى مناطق عديدة فى قارات العالم القديم
(آسيا - إفريقيا - أوربا) ففتحوا فى عهد (الوليد بن عبدالملك) بلاد (ما
وراء النهر) (آسيا الوسطى) وإقليم (السند) فى (شبه القارة الهندية)،
واستكملوا فتح الشمال الإفريقى كله من حدود (مصر) الغربية إلى
(المحيط الأطلسى)، ثم عبروا (مضيق جبل طارق) إلى القارة الأوربية،
ليفتحوا (الأندلس)، و (جنوبى فرنسا)، كما استولوا على معظم الجزر