خليفة فاطمى تولى الخلافة عقب وفاة أبيه «الحافظ» سنة
(544هـ)، وقد سلكت الدولة فى عهده مسلكًا خطيرًا؛ لم يكن
معهودًا من قبل؛ إذ استعان الوزراء بالقوى الخارجية للوصول
إلى منصب الوزارة، وأبرز مثال على ذلك ما حدث بين «ابن
السلار» و «ابن مصال»، فقد استعان الأول على منافسه الثانى
بنور الدين محمود صاحب «حلب»، ودارت بين الطرفين حرب
شعواء قُتل فيها «ابن مصال»، ثم تبعه «ابن السلار»، فسعد
الخليفة سعادة بالغة لقتل «ابن السلار» لاستعانته «بنور الدين
محمود»، ودلل الخليفة على مدى سعادته بمكافأته لنصر بن
العباس قاتل «ابن السلار» بمبلغ عشرين ألف دينار. كان
الصليبيون قد أسسوا عدة إمارات لهم - فى ذلك الوقت - بالشام،
وبدأت طموحاتهم تتجه إلى «مصر»، ويتحينون الفرصة لتحقيقها
فى الوقت الذى كان «نور الدين محمود» يترقب فيه الأوضاع
للاستيلاء على «مصر»، وظل كلاهما على ذلك حتى قام «نصر
بن عباس» - بالاتفاق مع والده - بقتل الخليفة «الظافر» وإخوته،
فغلت «القاهرة» كالمرجل، وهرب «عباس» إلى الشام، فقُتل
فى طريقه إليها، وقُبض على ابنه «نصر» ثم وُضِع فى قفص من
حديد بعد أن جُدع أنفه، وقطعت أذناه، وطِيف به فى أنحاء
المحروسة، ثم صُلِبَ حيا على باب زويلة حتى مات، فأُحرقت
جثته. وتولى «الفائز» الخلافة.