«فاسكودى جاما» «مقديشيو» بالمدافع فى أثناء عودته من
«الهند» عام (1498م)، ثم استولى أحد قواد البرتغال على مدينة
«براوة» عام (1507م)، وحاول الاثنان الاستيلاء على «مقديشيو»
لكنهما فشلا، وغزا «لوبى سواريز» «زيلع» عام (1515م) وأضرم
فيها النار، كما حاصر البرتغاليون «بربرة» عام (1516م).
وهكذا نرى أن البرتغاليين قادوا حربًا صليبية ضد المسلمين فى
شرق إفريقيا و «الصومال»، ومن المدهش حقا أنه كان من نتائج تلك
الحملة الوحشية انتشار الإسلام، ذلك لأن السكان المسلمين الذين
تركوا الساحل أمام نيران المعتدين البرتغاليين لجئوا إلى الداخل،
حيث اختلطوا بالقبائل الصومالية ونشروا الإسلام بينها، فنتج عن ذلك
«شعب الصومال» المسلم، وبسبب كثرة الهجرات العربية من بلاد
«اليمن» و «الحجاز» وامتزاجها بأهل تلك البلاد؛ انتشرت اللغة العربية
والدم العربى بدرجة كبيرة، وأصبحت العربية هى لغة التخاطب
بجانب اللغة المحلية، وكانت قبائل «الصومال» بعد اعتناقها الإسلام
هى السند والحصن الذى لجأ إليه «أحمد القرين» فى صراعه ضد
ملوك «الحبشة»، مما يدل على تمسك شعب الصومال بالإسلام
ودفاعهم عنه دفاعًا قويا، ولا غرو فالصومال الآن كما هو معروف
إحدى دول الجامعة العربية.