فمتى استعاذ الإنسان بالله من الشيطان ونزغته، قويت بالله إرادته، وخنس الشيطان وخاب وخسئ، وحينما يقع الإنسان فى الخطيئة ثم يستغفر الله فيغفر له، فإن الشيطان يصاب بالخزى والخيبة، وضياع الجهد فى الإغواء (?).

نهاية الإنسان

* تمهيد:

نهاية الإنسان فى الدنيا: هى الموت.

والموت: موضوع كريه، مزعج، لا يشجع على التفكير، أو الحديث فيه.

وقد وصف القرآن حدوثه «بالمصيبة»، فى قوله تعالى: فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ (المائدة: 106).

وهو كريه مزعج، لأن الإنسان بطبيعته يخشى الموت، ويحب الحياة.

وفى الحديث الشريف: «قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: طول الحياة، وحب المال» (?).

وفى أحاديث الفتن: « .. ينزع الله المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل فى قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت» (?).

ولذلك ينفر الإنسان من سماع هذا الاسم، وينفر كذلك من دراسة هذا الموضوع.

ودليل بسيط على ذلك: أنك تجد من الناس من يشكو مرّ الشكوى مما فى هذه الحياة الدنيا من: ألم، ومعاناة، وبؤس، وشقاء .. إلخ، لكنه رغم ذلك كله يتشبث بها بقوة، حتى إنه يستعيذ بالله إذا طرقت أذنه كلمة الموت، بل إن المحتضر نفسه وهو على فراش الموت يكره أن يسمع كلمة الموت.

وهذا الكلام لا يصدق على الإنسان العادى فحسب، بل إنه يصدق- كذلك- على المفكرين والفلاسفة (?).

* مواقف الناس من هذه النهاية:

اعلم أن المنهمك فى الدنيا المكب على غرورها المحب لشهواتها يغفل قلبه- لا محالة- عن ذكر الموت فلا يذكره. وإذ ذكّر به كرهه ونفر منه، أولئك هم الذين قال الله فيهم: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (الجمعة: 8).

ثم الناس: إما منهمك، وإما تائب مبتدئ، أو عارف منته.

أما المنهمك: فلا يذكر الموت، وإن ذكره فيذكره للتأسف على دنياه ويشتغل بمذمته، وهذا يزيده ذكر الموت من الله بعدا.

وأما التائب: فإنه يكثر من ذكر الموت لينبعث به من قلبه الخوف والخشية فيفى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015