قوله تعالى: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (2) فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (?).
كما سجلت السنة الصحيحة أمر النبى صلّى الله عليه وسلم بكتابة القرآن: فيما رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن الثلاثة وصححه ابن حبان والحاكم من حديث الإمام ابن عباس عن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم مما يأتى عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول: ضعوا هذا فى السورة التى يذكر فيها كذا» (?).
* هذا: وقد تعددت أقوال العلماء فى عدد كتّاب الوحى لسيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فالعلامة الدكتور محمد عبد الله دراز يذكر أن العلماء الثقات قد ذكروا أن عدد كتاب الوحى قد بلغ تسعة وعشرين كاتبا (?).
وقام المستشرق (بلاشير) باستطلاع كتّاب الوحى فى عديد من المصادر العربية والغربية ومن تلك المصادر: ما ورد فى طبقات ابن سعد وما كتبه الطبرى والنووى والحلبى، وكذا شفالى وبهل وكازانوفا، واستطاع أن يبلغ بكتّاب الوحى إلى أربعين كاتبا (?).
ولقد قسم العلماء وأصحاب السير كتاب الوحى إلى ثلاثة أقسام:
1 - الصحابى الجليل شرحبيل بن حسنة السهمى أو الكندى المتوفى سنة 18 هـ وله سبع وستون سنة، وقد نص الحافظ الشامى فى سيرته على أنه أول من كتب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم (?).
2 - الصحابى الجليل خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصى المتوفى يوم موقعة أجنادين سنة 13 هـ كما ذكره الذهبى فى السير (?). وكان خامسا فى الإسلام وأول من كتب (بسم الله الرحمن الرحيم)، كما رواه الذهبى عن ابنته أم خالد (?).
3 - الصحابى الجليل أمير مصر عبد الله ابن سعد أبى السرح (ت 36 هـ) وهو من السابقين الأوّلين- كما ذكر ابن العماد فى ترجمته- وقد نص الحافظ ابن حجر على أنه أول من كتب للنبى صلّى الله عليه وسلم بمكة من قريش، ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح وحسن إسلامه، وفتح الله على يديه شمال إفريقية وبعض بلاد السودان (?).