ومن أنواع السحر زجر الطير والخط بالأرض، قال أبو داود: حدثنا مسدد حدثنا يحيى حدثنا عوف حدثنا حيان – قال غير مسدد: حيان بن العلاء – حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((العيافة والطيرة والطرق من الجبت)) رواه أحمد في (مسنده) (?). و ((الجبت هو السحر)) قاله عمر رضي الله عنه (?) وكذلك قال ابن عباس وأبو العالية ومجاهد والحسن وغيرهم (?). وعن ابن عباس وغيره أيضاً ((الجبت الشيطان)) (?)، ولا ينافي الأول لأن السحر من عمل الشيطان، وعنه أيضاً الجبت الشرك (?)، وعنه الجبت الأصنام (?)، وعنه الجبت حيي بن أخطب (?)، وعن الشعبي الجبت كاهن (?). وعن مجاهد الجبت كعب بن الأشرف (?)، ولا منافاة أيضاً فإن السحر من الشرك الذي يشمله عبادة غير الله، وحيي بن أخطب وكعب بن الأشرف ممن خاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحر، والكاهن عامل بالسحر، وقال في القاموس: الجبت بالكسر الصنم والكاهن والساحر والسحر والذي لا خير فيه وكل ما عبد من دون الله عز وجل. ومن أنواعه العقد والنفث فيه قال الله تعالى: وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ [الفلق:4] وقد تقدم حديث عائشة في قصة لبيد بن الأعصم، وقد ثبت في حديث نزول المعوذتين ورقية جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بهما أنه كان كلما قرأ آية انحلت عقدة. وقال النسائي رحمه الله تعالى في كتاب تحريم الدم من (سننه): (الحكم في السحرة) أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو داود قال حدثنا عباد بن ميسرة المنقري عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئاً وكل إليه)) (?)