قال الليث: (الوزن ثقل شيء بشيء مثله).
وقد أطلقت لفظة الوزن والميزان على عدة معان, فهو يطلق ويراد به بيان قدر الشيء وقيمته, أوخسة الشيء وسقوطه, كما قال تعالى: فلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا [الكهف: 105].
قال أبو العباس: قال ابن الأعرابي: العرب تقول: (ما لفلان عندنا وزن أي قدر؛ لخسته، ويقال: وزن الشئ إذا قدره, وزن ثمر النخيل إذا خرصه).
وذكر الأزهري - بعدما تقدم من تلك المعاني اللغوية: أن الميزان يأتي في باب اللغة مراداً به الميزان ذي الكفات, ويأتي مراداً به العدل أيضاً, كما يأتي ويراد به الكتاب الذي فيه أعمال الخلق. ثم قال: وهذا كله في باب اللغة والاحتجاج سائغ (1).
وقال الراغب: الوزن معرفة قدر الشيء ... والمتعارف في الوزن عند العامة ما يقدر بالقسط والقبان.
ثم ذكر بعض الآيات التي تدل على أنه يأتي مراداً به المعدلة في جميع ما يتحراه الإنسان من الأفعال والأقوال, مثل قوله تعالى: وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ. [الشعراء: 182]، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ [الرحمن: 9].
وأنه يأتي بمعنى العدل في محاسبة الناس, كما قال تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ [الأنبياء: 47] (2)
أما الميزان؛ فهو: (الآلة التي يوزن بها الأشياء) ويجمع على: موازين.
(وجائز أن يقال للميزان الواحد - بأوزانه وجميع آلته - الموازين, قال الله عز وجل: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ [الأنبياء: 47] يريد نضع الميزان ذا القسط. وسيأتي تفصيل هذا.
وجاء إطلاق الموازين على الأعمال:
كما قال تعالى: وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف: 8]
قال الأزهري: (أراد والله أعلم -: فمن ثقلت أعماله التي هي حسناته). (3)
وذكر الراغب: (أن مجيء الميزان على صيغة الجمع تارة, ومجيئه تارة أخرى بالإفراد فإنما هو باعتبار المحاسب والمحاسبين, فمجيئه بلفظ الواحد اعتباراً بالمحاسب، ومجيئه بالجمع اعتباراً بالمحاسبين) (1). الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/ 1083