تمت إلى النحو بأسباب وعلائق كثيرة. ومع التسليم بجدوى مصنفات ابن هشام ومن جاء بعده، فإن ذل لا يغني عن الجهود السابقة، ولا يقوم مقامها.
* * *
وما قيل عن النحو وأنسياحه في الفنون الأخرى، يقال في سائر العلوم؛ وقد حدثنى شيخي الجليل محمود محمد شاكر، حفظه الله، أنه استخرج علوية أبي الطيب المتنبي من خبر صغير، في ثنايا خزانة الأدب، للبغدادي، وقد خفى هذا الخبر على كل الذين كتبوا عن المتنبى، من عرب وعجم، مع أن هذا الكتاب قد طبع في مطبعة بولاق بمصر، سنة 1299هـ، ولكنه في نظر الناس كتاب شواهد ونحو، ليس غير، للذي علموه من أنه شرح شواهد الرضى على الكافية، وترجمة المتنبي عند هؤلاء تلتمس من كتب التراجم والأدب.
وحدثني أيضاً، حفظه الله، أن المفكر الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد، رحمه الله، سألت ذات يوم، عن خبر أو كلام لعمرو بن العاص، رضي الله عنه كان قد قرأه الأستاذ العقاد، ونسى موضعه، وأنه قد وجد هذا الخبر في كتاب الكشكول، أو المخلاة، لبهاء الدين العاملي، المتوفى سنة 1031هـ. ويابعد ما بين العالمي ومظان ترجمة عمرو بن العاص! والكشكول، والمخالة عند بعض المحدثين - إن علموا بأمرهما - من سواقط الكتب وكواذب الأحاديث.
إن في الكتب الموسوعية، مثل شرح نهج البلاغة، لابن أبي