الحديد، المتوفى سنة 656هـ ونهاية الأرب (?) ، للنويري، المتوفى سنة 733هـ، وصبح الأعشى، للقلقشندي، المتوفى سنة 821هـ، من غرائب العلوم والفنون، مالا يأتي عليه حصر.

* * *

وبعد:

فإن من الظاهر الجدير بالتأمل، في هذه الأيام، تلك العناية البالغة بالتراث: نشراً لما لم ينشر، وتصويراً لما نشر، ويقبل القراء على شراء كتب التراث إقبالاًَ زائداً، ولم يستطع الكتاب الحديث - برغم ما أحيط به من مظاهر الإعلان والإعلام - أن يزاحم الكتاب التراثي، بالرغم أيضاً مما يتعرض له من تجريح وتوهين.

ولكن هذه العناية بنشر التراث، والإقبال على شرائه، لم يواكبها قراءة له، وانتفاع به، فكثرت الكتب وقلت القراءة.

ومهما يكن من أمر، فإن هذه الظاهرة دالة بوضوح، على أن للتراث بريقاً أخاذا. ولم يبق إلا أن نعمق في أبنائنا الإحساس النبيل به وأن نأخذ بأيديهم إلى آفاقه الرحبة، وآماده المتطاولة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015