- صلى الله عليه وسلم-: كان أسيل الخدين. قال ابن الأثير: الأسالة فى الخد: الاستطالة وأن لا يكون مرتفع الوجنة. قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر: ولعل هذا هو الحامل لمن سأله أكان وجهه مثل السيف.
وأخرج البخارى عن كعب بن مالك قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا سرّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه (?) . أى الموضع الذى يتبين فيه السرور وهو جبينه.
وقالت عائشة- رضى الله عنها-: دخل النبى- صلى الله عليه وسلم- يوما مسرورا تبرق أسارير وجهه (?) . ولذلك قال كعب كأنه قطعة قمر. وفى حديث جبير بن مطعم عند الطبرانى: التفت إلينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بوجه مثل شقة القمر، فهذا محمول على صفته عند الالتفات.
وقد أخرج الطبرانى حديث كعب بن مالك من طرق فى بعضها: كأنه دارة قمر.
ويسأل عن السر فى التقييد بالقطعة مع كثرة ما ورد فى كثير من كلام البلغاء من تشبيه الوجه بالقمر بغير تقييد. وقد كان كعب بن مالك قائل هذا من شعراء الصحابة، فلابد من التقييد بذلك من حكمة، وما قيل فى أن ذلك من الاحتراز من السواد الذى فى القمر ليس بقوى، لأن المراد بتشبيهه ما فى القمر من الضياء والاستنارة وهو فى تمامه لا يكون فيها أقل مما فى القطعة المجردة، فكأن التشبيه وقع على بعض الوجه فناسب أن يشبه ببعض القمر.