عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: «كان النبى صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه فمسح يده عليه» .

بأبى أنت وأمى يا رسول الله، لقد بلغ من فضيلتك عنده: أن جعل طاعتك طاعته، فقال عز وجل:

مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (?) .

بأبى أنت وأمى يا رسول الله، لقد بلغ من فضيلتك عنده: أن بعثك آخر الآنبياء، وذكرك فى أولهم، فقال عز وجل:

وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ (?) .

بأبى أنت وأمى يا رسول الله. لقد بلغ من فضيلتك عنده: أن أهل النار يودون أن يكونوا قد أطاعوك وهم بين أطباقها يعذبون:

يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (?) .

بأبى أنت وأمى يا رسول الله، لئن كان موسى بن عمران أعطاه الله حجرا تنفجر منه الأنهار فماذا (فليس ذلك) بأعجب من أصابعك حين نبع منها الماء صلى الله عليك يا سيدى يا رسول الله.

إن نبع الماء من بين أصابعه الشريفة- صلوات الله وسلامه عليه-، لم يحدث مرة واحدة وإنما حدث عدة مرات، رواه البخارى ومسلم وغيرهما من كتب السنة، وروته كتب السيرة بروايات عدة، فى ظروف مختلفة، مما يدل على كثرة حدوثه، وننقل هنا إحدى روايات الإمام البخارى:

عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال: عطش الناس يوم الحديبية، والنبى صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة، فتوضأ فجهش الناس، فأسرعوا وتكاثروا نحوه فقال: «ما لكم؟» قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا من بين يديك. فوضع يده فى الركوة، فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا.

قلت: كم كنتم؟.

قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة. بأبى أنت وأمى يا رسول الله، لئن كان سليمان بن داود أعطاه الله الريح غدوها شهر، ورواحها شهر، فماذا بأعجب من البراق حين سريت عليه إلى السماء السابعة ثم صليت الصبح من ليلتك بالأبطح، صلى الله عليك.

بأبى أنت وأمى يا رسول الله! لئن كان عيسى ابن مريم أعطاه الله إحياء الموتى، فماذا بأعجب من الشاة المسمومة حين كلمتك وهى مشوية فقالت لك الذراع: لا تأكلنى فإنى مسمومة.

يروى ابن سعد فى طبقاته:

أخبرنا سعيد بن محمد الثقفى، عن محمد بن عمر، عن أبى سلمة قال: كان رسول الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015