«الإسراف» الطمع.

وقول أبي تمام: «لها في الهاجس القدح المعلى»، والهاجس الفكر والخاطر، و «القدح»: السهم من سهام الميسر، و «المعلى»: أكثرها نصيباً، وهذا تمثيل مستقيم، إلا أن قوله: «في كتب القوافي والعماد» ركاكة منه، وأي فضل لقافية هذه القصيدة على سائر القوافي حتى يجعل لها القدح المعلى والعماد؟، إن كان أراد هذه الألف قبل الدال، فإنه لا يقال فيها «عماد»، وإنما يقال لها «الردف»، وأظنه أراد بالعماد إقامة الوزن، وذهب إلى العروض، يقال: عمد وعماد، كما يقال: جمل وجمال، أي: في كتب القوافي والعروض، وهذا اختلال قبيح وعي، وزيادة وصف لم يكن به إليه حاجة ولو أسقط البيت.

وقال:

تلك القوافي قد أتينك نزعاً ... تتجشم التهجير والتغليسا

من كل شاردة تغادر بعدها ... حظ الرجال من القريض خسيسا

وجديدة المعنى إذا معنى التي ... تشقى بها الأسماع كان لبيسا

تلهو بعاجل حسنها وتعدها ... علقاً لأعجاز الزمان نفيسا

من دوحة الكلم التي لم ينفكك ... وقفاً عليك رصينه محبوسا

كالنجم إن سافرت كان مواكباً ... وإذا حططت الرحل كان جليسا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015