زهراء أحلى في الفؤاد من المنى ... وألذ من ريق الأحبة في الفم

وهذا البيت من إحسانه المشهور.

وكان محمد بن الهيثم مقيماً بفارس، وأنفذ أبو تمام هذه القصيدة إليه، أظن ذاك قبل مقدمه عليه، فلذلك قال: «حتى أتاك بفارس ريعانها»، وريعان كل شيء أوله، وإنما أراد: حتى أتاك سابقها، أي: حتى أتتك سابقة، وقوله: «والغزو قبل المغنم» لأنه قصده إلى فارس، وقوله: «فجعلت قيمها الضمير» أراد أن يقول: فجعلت قلبك قيمها، يعني بالتأمل والتدبر، «ومكنت منه» بحسن معانيها «فصارت قيماً للقيم» أي على القيم، وهذا من إغراقه المكروه واستعاراته المتعسفة، وقوله: «بمثقف ومقوم» أي: بتثقيف وتقويم، وقوله: «تذر الفتى من الرجاء وراءها» يعني من الرجاء، أي: لا أرجو إلا السادة والعظماء.

وقال أبو تمام:

يا خاطباً مدحي إلي بجوده ... ولقد خطبت قليلة الخطاب

خذها ابنة الفكر المهذب في الدجى ... والليل أسود رقعة الجلباب

بكراً تورث في الحياة وتنثني ... في السلم وهي كثيرة الأسلاب

ويزيدها مر الليالي جدة ... وتقادم الأيام حسن شباب

قوله: «تورث في الحياة» أي تصير ميراثاً لولد الممدوح وأهله قبل وفاته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015