والاعتذارات لا تختم بتقريض الشعر، وأن يقول: «خذها» وخاصة هذا الطويل المستقصى المعاني، لأنه في ذلك يقرض اعتذاره لإعجابه به، وهذا قبيح ومجانب للعادات، والأحسن أن يختم الاعتذار بمثل ما ختم به اعتذاره إلى موسى بن إبراهيم، وهو قوله:

فإن يك جرم عن أو تك هفوة ... على خطأ مني فعذري على عمد

وهذا يصلح أن يقال بعد وقوع العذر والرضى، وكذلك قول البحتري خاتماً لاعتذاره إلى الفتح:

ومثلك إن أبدى الفعال أعاده ... وإن صنع المعروف زاد وتمما

وقوله:

ولا عذر إلا أن بدء إساءة ... لها من زيادات الوشاة تمام

ويختم الاعتذار قبل وقوع الصفح بمثل قول أبي تمام:

ومن يأذن إلى الواشين تسلق ... مسامعه بألسنة حداد

وبمثل قول البحتري:

واحترس من ضياع حلمك في الجفـ ... ـوة والإنقباض إن ضاع حلمي

ولولا الإطالة لذكرت من خواتم الشعر في الاعتذارات ما يؤكد هذا ويزيد في بيانه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015