وقال أبو تمام:

جاءتك من نظم اللسان قلادة ... سمطان فيها اللؤلؤ المكنون

حذيت حذاء الحضرمية أرهفت ... وأجابها التخضير والتلسين

إنسية وحشية كثرت بها ... حركات أهل الأرض وهي سكون

ينبوعها خضل وحلي قريضها ... حلي الهدى ونسجها موضون

أما المعاني فهي أبكار إذا ... فضت ولكن القوافي عون

أحذاكما صنع الضمير يمده ... جفر إذا نضب الكلام معين

ويسيء بالإحسان ظناً لا كمن ... هو بابنه وبشره مفتون

وهذا كله جيد بالغ، ومن إحسانه المشهور، وأجود منه قوله:

نفق المديح ببابه فكسوته ... عقداً من الياقوت غير مثقب

أولى المديح بأن يكون مهذباً ... ما كان منه في أغر مهذب

غربت خلائقه وأغرب واصف ... فيه فأحسن مغرب في مغرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015