ونحو هذا قول البحتري:

مكرمة الأسباب فيها وسائل ... إلى غير ما يحبى بها وذرائع

تنال منال الليل في كل وجهة ... وتبقى كما تبقى النجوم الطوالع

وقوله: «تنال منال الليل في كل وجهة» أي في سيرها الآفاق، وهذا لا شيء أبلغ منه ولا ألطف، وأظنه أخطر بباله قول النابغة:

فإنك كالليل الذي هو مدركي

وقال في نحوه:

بلغن الأرض لم يلغبن فيها ... وبعض الشعر يدركه اللغوب

وقال في نحوه:

تبيت أمام الريح منها طليعة ... وغدوتها شهر وروحتها شهر

وقال أبو تمام:

وسيارة في الأرض ليس بنازح ... على وخدها حزن سحيق ولا سهب

تذر ذرور الشمس في كل بلدة ... وتمضي جموحاً ما يرد لها غرب

قوله: «تذر ذرور الشمس» أحسن من كل ما مضى وأجود وألطف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015