وهذا مرعى ولا كالسعدان، والبيت الأوسط بيت الركاكة.

وقال أيضاً:

فإن أنا لم يحمدك عني صاغراً ... عدوك فاعلم أنني غير حامد

بسياحة تنساق من غير سائق ... وتنقاد في الآفاق من غير قائد

إذا شردت سلت سخيمة شانيء ... وردت عزوباً من قلوب شوارد

أفادت صديقاً من عدو وغادرت ... أقارب دنياً من رجال أباعد

محببة ما إن تزال ترى لها ... إلى كل أفق وافداً غير وافد

ومحلفة لما ترد أذن سامع ... فتصدر إلا عن يمين وشاهد

قوله: «فإن أنا لم أحمدك عني صاغراً عدوك»، يريد إنشاد العدو للقصيدة لحسنها، ونحو ذلك قول البحتري:

ليواصلنك ركب شعر سائر ... يرويه فيك لحسنه الأعداء

وقوله: «إذا شردت سلت سخيمة شانيء»، و «أفادت صديقاً من عدو»، يعني نفسه بهذا لا الممدوح، لأن جليل المدح يزيد على عداوة العدو وشناءة الشانيء وحسد الحاسد، وإنما يريد سلت سخيمة الشانيء إذا سمع إحساني، وصار العدو لي بذلك صديقاً، وصار الغريب كالقريب، وكالذي مني، وقد بين ذلك بقوله: «محببة».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015