يقدر فيها صانع متعمل ... لإحكامها تقدير داود في السرد

خليلي لو في المرخ أقدح إذ أبى ... رجال مؤاتاتي إذاً لكبا زندي

وما صادفتني كدية دون مدحهم ... فكيف أراني دون معروفهم أكدي

أأضرب أكباد المطايا إليهم ... مطالبة مني وحاجاتهم عندي

قوله: «سوائر شعر جامع بدد العلى» كما قال أبو تمام:

«إلا على جعلت لها مرر القصيد قيودا»

وقوله: «لو في المرخ ....» فالمرخ أكثر الشجر ناراً، إذا قدح يوري، وفي المثل: «في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار»، أي: استكثر من النار، يقول: لو قدحت فيه لكبا زندي، أي لم يور، يذم زمانه وتعذر الأشياء عليه فيه، وهذا من إحسانه المشهور في وصفه لشعره.

وقال أبو تمام:

كما علم المستشعرون بأنهم ... بطاء عن الشعر الذي أنا قارض

كأني دينار ينادي ألا فتى ... يبارز إذ ناديت من ذا يعارض

فلا تنكروا ذل القوافي فقد رأى ... محرمها أني له الدهر رائض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015