وما بلغ النوم المسامح لذة ... سرى أرقي في حينها وسهادي
على باب قنسرين والليل لاطخ ... جوانبه من ظلمة بمداد
كأن القصور البيض في جنباته ... خضبن مشيباً نازلًا بسواد
كأن انخراق الجو غير لونه ... لبوس حديد أو لباس حداد
كأن النجوم المستسرات في الدجى ... سكاك دلاص أو عيون جراد
ولا قمر إلا حشاشة غائر ... كعين طماس رنقت لرقاد
فبتنا وباتت تمزح الكأس بيننا ... بأبيض رقراق الرضاب براد
ولم نقترق حتى بدا الديك هاتفاً ... وقام المنادي بالصلاة ينادي
قوله: «تدارك غيي نشوة» كلام حلو عجب من العجب.
وقوله:
«وما بلغ النوم المسامح لذة ... سرى أرقي في حينها ............»
أي: ما بلغ النوم لذة ذهب أرقي في وقتها، والسرى: مسير الليل، يريد مضى أرقي في حينها، وهذا أيضاً معنى حسن لطيف.