وقد كرر في هذه الأبيات معنى واحدًا في ثلاثة أبيات متوالية، وهذا لم يكن من عادته ومذهبه، ولا عرفت له مثله، وذلك قوله:
........................... والليل لا طخ ... جوانبه من ظلمة بمداد
وقوله:
خضبن مشيباً نازلًا بسواد
وقوله:
لبوس حديد أو لباس حداد
وكان في بيت واحد هذه الثلاثة الأبيات كفاية، ولكنه جاء بهذه الثلاثة المعاني لاختلافها.
وقوله: كعين «طماس»، «فطماس» كان رجلاً صغير العين أخفشها، لا يكاد يقل جفنه وينظر إلا بشدة، وكان البحتري قد أولع بذكره في شعره، وقد ذكره في غير موضع. وما تؤتي «؟» هذه الأبيات من براعة وحسن معنى وفصاحة.
وقال لعبد الله بن الحسين - وكان أهدى أليه نبيذًا -:
خان عهدي معاودًا خون عهدي
ليس برح الغرام ما بت تخفي ... إن برح الغرام ما بت تبدي