ممدوح، والجدال الذي جاء به أصول الفقه استعمل للوصول به إلى
الحق، فيكون على هذا ممدوحا.
الشبهة السادسة:
أن أصول الفقه ما هو إلا نبذ قد جمعت من علوم شتى، حيث
إن بعضه مأخوذ من اللغة، كالكلام عن الأمر والنهي، والعام
والخاص، والمطلق والمقيد، والمجمل، والمبين، والمنطوق،
والمفهوم، والحقيقة، والمجاز، ونحو ذلك.
وبعضه مأخوذ من النحو كالكلام عن حروف المعاني، والكلام
عن الاستثناء، ونحو ذلك.
وبعضه مأخوذ من القرآن وعلومه، كالكلام عن مباحث النسخ،
والقراءة الشاذة، ووجود المجاز في القرآن -، وهل فيه ألفاظ بغير
العربية، والمحكم والمتشابه، ونحو ذلك.
وبعضه مأخوذ من السُّنَّة، كالكلام عن الآحاد والمتواتر،
والمشهور، وحجية كل نوع، وشروط الراوي المتفق عليها والمختلف
فيها.
وبعضه مأخوذ من أصول الدين وعلم الكلام، كالكلام عن
الحكم الشرعي وأقسامه، وأفعال النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتأسي به، وتكليف ما لا يطاق، وتكليف المعدوم، وشرط الإرادة في الأمر، ومسألة التحسين والتقبيح العقليين، ومسألة شكر المنعم، ونحو ذلك.
وبعضه مأخوذ من علم الفقه وعلم الجدل، كالكلام عن القياس،
وقوادح العِلَّة، والتعارض والترجيح.
وهكذا علمت أن علم أصول الفقه ما هو إلا نبذ قد جمعت من