فيكون هذا العلم أجل العلوم قدراً، وأعظمها نفعاً، وأعمها

فائدة، وأكثرها أهمية، وأعلاها شرفاً، وأميزها ذكراً، وذلك لما

يتعلق به من مصالح العباد في المعاش والمعاد.

ومع هذا النفع، وعلو المرتبة والرفعة، والأهمية لهذا العلم قد

ترك تعلمه كثير من طلاب العلم؛ لأسباب كثيرة، وقد يكون من

أهمها: عدم معرفتهم لهذا الفضل والنفع العظيم لهذا العلم.

ومنها: عدم فهمهم لهذا العلم، بسبب صعوبة عباراته، وقلة

تطبيقاته، وأمثلته الفرعية.

ومنها: عدم إدراكهم للغرض والقصد الذي من أجله يُدرَس هذا

العلم.

فسألني بعض طلاب العلم أن أضع كتاباً أجمع فيه جميع مسائل

أصول الفقه مع شرحها، وبيانها، والاهتمام بتصويرها بالأمثلة

بأسلوب عصري مفهوم، دون تعصب لمذهب أو رأي معين،

فأجبتهم على ذلك، امتثالاً لأمر اللَّه تعالى بالتبيين للناس، وكشف

الشبه والإلباس، ونظراً لشوقي لتحصيل الفضائل والتجنب عن

الرذائل، ورغبة في الأجر، والمثوبة.

ومما جعلني أقوم بهذا المصنف - أيضاً - ما يلي:

أولاً: تيسير وتسهيل علم أصول الفقه لهؤلاء الطلاب، ولغيرهم

بأسلوب عصري مفهوم.

ثانياً: تكثير طرق الخير ونشره، لأنه كلما كثر التأليف كثرت

طرق تعلمه.

ثالثاً: تكثير المتعلمين والطالبين، فإن لكل جديد لذة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015