وجوبها الستفاد من قوله: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) .
فوسطية الصلاة متوقفة على العدد المفرد - وهو الخمس هنا -
لكي يكون عدد ما قبلها كعدد ما بعدها، فإذا زيدت صلاة سادسة
فإنها ترفع كون الوسطى وسطى وتغيره، فتتبدل الوسطية بالنسبة لها
إلى غيرها فتزيل وترفع الحكم وهو: وجوب المحافظة على الصلاة
الوسطى المستفاد من الأمر بها في الآية السابقة.
إذن: هذه الزيادة رفعت حكما شرعياً، وهذا هو معنى النسخ.
جوابه:
يجاب عنه بجوابين:
الجواب الأول: أن الزيادة المستقلة التي هي من جنس المزيد عليه
مثل الزيادة المستقلة التي ليست من جنس المزيد عليه ولا فرق.
فلو كانت زيادة صلاة سادسة نسخا للزم أن تكون زيادة العبادة
المستقلة التي ليست من جنس المزيد عليه نسخا؛ لأنها تجعل العبادة
الأخيرة غير أخيرة فتغير صفتها، وتتساوى مع السادسة في هذا
التعبير، فلما لم تجعل هذه نسخا بالإجماع، يلزم أن لا تجعل الزيادة
المستقلة التي من جنس المزيد عليه نسخا.
الجواب الثاني: أن زيادة صلاة سادسة على الخمس - لا تزيل
المحافظة على الوسطى؛ لأن وجوب المحافظة قد تعلق بمسمَّى
الوسطى عند نزول الآية، وهذا المسمى لما صدق: لا تؤثر عليه هذه
الزيادة.
القسم الثالث: الزيادة غير المستقلة التي تتعلق بالمزيد عليه تعلَّق
الجزء بالكل.