4 - الأحكام التي لا تحتمل المشروعية كأمهات الرذائل: كالكفر،

والكذب، والظلم، والخيانة، والغدر، وعقوق الوالدين، وعدم

الإخلاص، ونحو ذلك، فهذه لا تنسخ؛ لأن قبحها لا يتغير بمرور

الزمن، ولأن المفسدة التي تنال العباد في الأخذ بها ظاهرة.

5 - الأحكام المؤقتة، فهذه لا يدخلها النسخ؛ لأن التوقيت بيان

انتهاء مدة الحكم كالصيام إلى غروب الشمس.

6 - الأحكام التي لم يثبت نسخها في عصر الرسالة صراحة، أو

ضمناً، فإن تلك الأحكام مؤبدة لا تحتمل النسخ؛ لأنه لا نسخ إلا

بوحي، ولا وحي إلا بنبي، ولا نبي بعده - صلى الله عليه وسلم -.

7 - الأحكام التي ارتبط بها ما ينافي النسخ كالتأبيد مثل: الجهاد

ماضٍ إلى يوم القيامة، وتحريم زوجاته - صلى الله عليه وسلم -، وذلك لأن تأبيد الحكم يقتضي حسنه على الدوام، والنسخ ينافي ذلك، هذا على حسب الواقع.

المسألة الثانية عشرة: هل يجوز نسخ لفظ الآية دون حكمها،

وبالعكس، ونسخهما معا؟

لقد اختلف في ذلك على مذاهب:

المذهب الأول: أنه يجوز نسخ لفظ الآية دون حكمها، ويجوز

نسخ حكمها دون لفظها، ويجوز نسخهما معاً.

ذهب إلى ذلك جمهور العلماء.

وهو الحق عندي؛ لدليلين:

الدليل الأول: أن العقل لا يمنع من جواز نسخ لفظ الآية دون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015