الفائدة الثالثة: أن العارف بأصل هذا الإمام في هذا الحكم أعظم
أجراً من الشخص الذي يأتي بالعبادة لفتوى إمامه أنها واجبة أو
سُنَّة، ولا يعرف الأصل الذي اعتمد عليه في هذه الفتوى.
الفائدة الرابعة: أن العارف بالقواعد الأصولية يستطيع أن يُخرِّج
المسائل والفروع غير المنصوص عليها على قواعد إمامه.
الفائدة الخامسة: أن العارف بتلك القواعد الأصولية يستطيع أن
يدعو إلى الله تعالى وإلى دينه، بناء على أسس ومناهج وطرق
يستطيع بها أن يقنع الخصم بما يريد أن يدعوه إليه.
الفائدة السادسة: أن العارف بتلك القواعد يستطيع أن يُبيِّن لأعداء
الإسلام أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وأنه موجد لكل
حادثة حكماً شرعياً، وأنه لا يمكن أن توجد حادثة إلا ولها حكم
شرعي في الإسلام، بعكس ما كان يصوره أعداء الإسلام من أن
الإسلام قاصر عن حل القضايا المتجددة. قاتلهم الله.
الفائدة السابعة: أن أهل اللغة يستفيدون من تعلم علم أصول
الفقه " حيث إن أهل اللغة يبحثون عن اشتقاقات الكلمة، وهل هي
نقلية أو قياسية، أما أهل الأصول فإنهم يبحثون عن معاني تلك
الألفاظ، لذلك تجد الأصوليين قد توصلوا إلى نتائج لم يتوصل
إليها اللغويون وذلك بسبب جمعهم بين معرفة اللغة ومعرفة الشريعة.،
لذلك تجد أكثر أهل اللغة لهم إلمام في علم أصول الفقه.
الفائدة الثامنة: أن المتخصص بعلم التفسير وعلم الحديث محتاج
إلى دراسة علم أصول الفقه، حيث إنه يبين دلالات الألفاظ، وهل
تدل على الحكم بالمنطوق أو بالمفهوم، أو بعبارة النص، أو بإشارته،
أو بدلالته، أو باقتضائه، ونحو ذلك، لذلك تجد أكثر المفسرين
والشارحين للأحاديث هم من الأصوليين.