أما أصحاب المذهب الثاني فإنهم لما أجازوا جريان القياس في كل
الأحكام، فإنهم قصدوا بتجويزه: أن كل حكم بالنظر لذاته،
وبقطع النظر عن غيره صالح لأن يثبت بالقياس إذا أدرك معناه؛ بناء
على رأي الجمهور وهو: أن جميع الأحكام لها علل ومعاني في
الحقيقة والواقع، ولكننا أدركنا ذلك في بعض الأحكام، ولم ندرك
علل ومعاني الأحكام الأخرى.