ما اعترض به على هذا الدليل:

الاعتراض الأول: أن هذا الحديث ضعيف لم يدون في الصحاح،

والحديث الضعيف لا يحتج به في إثبات قاعدة أصولية، قال ذلك

أبو بكر الباقلاني، وإمام الحرمين، وأشار إليه الغزالي.

جوابه:

إن هذا غير مسلَّم، بل أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب

التفسير، باب: قوله: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ... ) عن

ابن عمر - رضي اللَّه عنهما - قال: لما توفى عبد اللَّه بن أُبي جاء

ابنه إلى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه، فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ليصلي فقام عمر فأخذ بثوب رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول اللَّه، تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه، فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "إنما خيرني اللَّه فقال:

(استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة ... ) ،

وسأزيد على السبعين ... "، وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب

فضائل الصحابة، باب: من فضائل عمر، وأخرجه الترمذي،

والنسائي. إذن: يكون الحديث صحيحا؛ حيث إن أصح الأحاديث

ما اتفق عليه البخاري ومسلم، وهذا قد اتفق عليه البخاري ومسلم.

الاعتراض الثاني: على فرض صحته، فإنه خبر واحد؛ وخبر

الواحد لا يقوى على إثبات قاعدة أصولية كمفهوم العدد.

جوابه:

إن خبر الواحد يثبت القاعدة الأصولية إذا كانت وسيلة إلى العمل

مثل هذه القاعدة، كما قلنا ذلك أكثر من مرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015